سن اليأس، وخطر الإصابة بأمراض القلب

غالبا ما تصاب النساء بأمراض القلب في سن متأخرة أكثر من الرجال، فمتوسط ​​العمر للإصابة بنوبة قلبية لدى المرأة في البلاد هو 72 مقابل 65 للرجال. من النادر جدًا العثور على امرأة غير مصابة بالسكري وغير مدخنة تعرضت لأزمة قلبية قبل وصولها سن اليأس.

ماذا يحدث أثناء انقطاع الطمث وكيف يؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب؟

في العالم الغربي، يحدث انقطاع الطمث عند متوسط ​​عمر 51.3 سنة. يتم تعريف المرأة التي مرت 12 شهرًا دون فترة الحيض بأنها في سن اليأس. متوسط ​​العمر المتوقع للمرأة في البلاد هو 83.9، وبالتالي يمكن للمرأة في البلاد أن تتوقع أن تعيش أكثر من ثلث عمرها بعد انقطاع الطمث.

تظهر الدراسات العلمية الحديثة أن العديد من التغييرات التي يمر بها جسم المرأة تؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، هناك زيادة في مخاطر الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية.

لماذا تحدث هذه التغييرات في الجسم؟

يحتوي جسم المرأة على كل من : هرمون الاستروجين – الهرمونات الأنثوية، و الأندروجينات – الهرمونات الذكرية، ويؤدي هرمون الاستروجين الذي ينتج في المبايض إلى تراكم الدهون في الجلد والأرداف والفخذين. تزيد الهرمونات الذكرية من كمية الدهون في البطن، وخاصة حول الأعضاء الداخلية.

عندما يبدأ انقطاع الطمث، تتوقف المبايض عن إنتاج هرمون الاستروجين، ويستمر الجسم في إنتاج الأندروجينات، ويبدأ توزيع الدهون في اتخاذ نمط ذكوري. من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن الخلايا الدهنية نفسها تنتج هرمون الاستروجين، ولكن هرمون الاستروجين الذي تنتجه ليس له خصائص هرمون الاستروجين الخاصة التي ينتجها المبيض، والتي تحمي القلب، للقراءة عن العلاج الهرموني في سن اليأس، اضغطي هنا.

ارتفاع الوزن

يزيد وزن النساء في منتصف العمر بنسبة 0.55 كيلوغرام في المتوسط سنويا، بينما تكتسب النساء في سن اليأس 2.5 كيلوغرام في المتوسط ​​خلال 3 سنوات. لا تتوزع الدهون الزائدة بالنمط الطبيعي “الأنثوي” بل تتراكم، بدلاً من ذلك في البطن، تحدث بالتالي زيادة كبيرة في الدهون تحت الجلد في منطقة البطن وفي الدهون حول الأعضاء الداخلية في البطن. واحدة من الطرق البسيطة للتحقق من ذلك هي قياس محيط الخصر: عندما يكون محيط خصر المرأة أكبر من 88 سم، فهذا يشير إلى تراكم الدهون في منطقة البطن، وتحدث إعادة توزيع الدهون هذه أيضًا عند النساء ذوات الوزن الطبيعي.

ما الذي يعنيه تراكم الدهن في الجسم؟

ليست الخلايا الدهنية للتخزين فقط. فهي تنتج بروتينات تؤثر على الجسم بأسره.

  • قد تزيد البروتينات من مستوى الالتهاب في الجسم وتؤدي إلى مشاكل في استقلاب الجلوكوز، لكنها أيضًا قادرة على تقليل الالتهاب وتقليل تراكم الكوليسترول والمواد الأخرى غير المرغوب فيها في الشرايين.
  • عندما تتراكم الدهون الزائدة، خاصة حول الأعضاء، تبدأ الخلايا الدهنية في إفراز المزيد من المواد المسهلة للالتهابات ويضعف إنتاج العوامل الوقائية داخل الجسم.
  • تختلف الدهون المتراكمة حول الأعضاء عن غيرها من الدهون. فهي تميل إلى التسبب في انتقال المواد الالتهابية والأحماض الدهنية في جميع أنحاء الجسم، وهذا يؤدي إلى الالتهاب وتراكم المواد السامة. يؤثر الالتهاب على الأوعية الدموية ويدفعها إلى امتصاص المزيد من الترسبات الدهنية. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك التهاب في الكبد والعضلات، فقد يتداخل مع الخلايا لامتصاص الأنسولين، ويتأثر مستوى السكر في الجسم. قد يساهم التهاب البنكرياس في تطور مرض السكري.

ما هي التغييرات الأخرى، خلال فترة سن اليأس وبعدها، التي من شأنها أن تؤثر على مخاطر الإصابة بأمراض القلب؟

عادة ما تحدث تغيرات في الكوليسترول أثناء وبعد انقطاع الطمث. من الصعب فصل تأثير الشيخوخة الطبيعية على إعادة توزيع الدهون، وتأثير التغيرات الهرمونية على ذلك أيضا . تظهر السمة الرئيسية لانقطاع الطمث في زيادة إنتاج الدهون الثلاثية في الكبد. حيث تؤدي الجزيئات التي تحتوي على الدهون الثلاثية إلى تغييرات في بنية الكولسترول الجيد فتصبح أقل فعالية، كما أن الكوليسترول السيء يصبح أكثر إشكالية.

ما الذي يجب علينا متابعته بعد دخولنا سن اليأس، وما الذي يمكن فعله من أجل تقليص مخاطر الإصابة بأمراض القلب في هذا السن؟

يجب الإلتزام بإجراء فحص الكولسترول، ضغط الدم، ومنسوب السكر في الدم، على الأقل مرة في السنة، خلال دخول سن اليأس وبعده.

أظهرت أبحاث عديدة بأن النشاط البدني المعتدل مع التغذية السليمة، يحميان القلب ويحسنان من عملية الأيض:

  1. نتيجة للنشاط البدني، هناك انخفاض في المواد التي تسبب التهاب الدورة الدموية.
  2. قد تؤدي اللياقة البدنية الجيدة إلى خفض ضغط الدم المرتفع وتحسين مستوى الكوليسترول.
  3. قد تساعد تمارين رفع الأثقال في إعادة توزيع الدهون وتحسين قوة العضلات وكتلتها وكذلك الطريقة التي يتعامل بها الجسم مع سكريات الدم.

تلخيصا:

يعد سن اليأس جزءا طبيعيا من الحياة. ومن شأن النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة أن يحولا دون حصول بعض الآثار الجانبية التي نراها مع إعادة توزيع الدهون والتغييرات الأخرى التي تصيب أجسامنا في هذا العمر.

 מנופאוזה

 

بقلم: د. دانا تصفات، طبيبة قلب رفيعة، ومديرة مركز صحة قلب المرأة في مركز هداسا عين كارم الطبي

 

مراجع:

الهيئة المركزية للإحصاء في إسرائيل

مسح متلازمة الشريان التاجي الحادة في إسرائيل لعام 2013

N Esser S , S Legrand-Poels, et al. Inflammation as a link between obesity, metabolic syndrome and type 2 diabetes. Diabetes Research and Clinical Practice 2014, Volume 105, Issue 2, 141-150.

G.J. Cho, J.H. Lee, H.T. Park, J.H. Shin, S.C. Hong, T. Kim, et al., Postmenopausalstatus according to years since menopause as an independent risk factor for the metabolicsyndrome, Menopause 15 (2008) 524-529.

 

L.L. Frank, B.E. Sorensen, Y. Yasui, S.S. Tworoger, R.S. Schwartz, C.M. Ulrich,et al., Effects of exercise on metabolic risk variables in overweight postmenopausalwomen: a randomised clinical trial, Obes. Res. 13 (2005) 615–625.

 

סיכונים בגיל המעבר
TOP