عن التدخين السلبي: ما هو الأخطر: المساحات العامّة أم الأماكن الخاصة؟

04.08.2015 / نُشر في الطب
עישון פסיבי

أثبت بحث أجري مؤخراً بأن طفل أو فتى من بين كل خمسة يدخن، فماذا بشأن أولئك الذين لا يدخنون، ورغم ذلك هم معرضون للتدخين؟

صحيح أن القانون المتعلق بالتدخين في الأماكن العامة قد أدى بالفعل إلى خفض تعرض السكان للتدخين السلبي، في الأماكن العامة. ولكن ماذا عن الأماكن الخاصة؟

يشير تقرير وزيرة الصحة بشأن التدخين السلبي في إسرائيل (لسنة 2013) أن حوالي 40% من السكان البالغين يتعرضون للتدخين السلبي: حوالي 30% من اليهود و نحو 50% من العرب. الأماكن التي تمت الإشارة إليها بوصفها الأكثر تعرضا للتدخين السلبي هي الأماكن العامة المغلقة (كقاعات الأفراح) والمحيطة بالمنزل. إذا ما الذي يؤثر أكثر: هل هو الأماكن العامة أم الأماكن الخاصة؟ ومن يؤثر أكثر في ذلك المكان الخاص: هل هي الأم المدخنة أم الأب المدخن؟ لقد قامت واحدة من الدراسات بتفحص الأمر وعثرت على نتائج مذهلة.

التدخين السلبي في الأماكن الخاصة. 

لاختبار مدى تعرض غير المدخنين لأضرار التدخين، يتم اختبار مستوى الكوتينين في بولهم. الكوتينين هو منتج ثانوي للنيكوتين ووجوده في بول غير المدخنين يشير إلى تعرضهم للتدخين السلبي.

لدى مقارنة نسب الكوتينين في بول طفل لا يدخن والديه، بطفل يتعرض للتدخين في المنزل، تظهر الحقائق التالية (الشكل 1):

  • الأطفال الذين يعيشون في منزل يدخن فيه الأب، كانت النسب الأعلى لديهم (أكثر بـ 2.9 مرات) مقارنة بالأطفال الذين يعيشون في منزل لا يدخن فيه الأب.
  • الأطفال الذين يعيشون في منزل تدخن فيه الأم، كانت النسب الأعلى لديهم (أكثر بـ 6.4 مرات) مقارنة بالأطفال الذين يعيشون في منزل لا تدخن فيها الأم.
  • الأطفال الذين يعيشون في منزل يدخن فيه الأب والأم، كانت النسب تفوق 8.9 أولئك الذين يعيشون في منزل لا يدخن فيه أي من الأبوين.
  • الأطفال الذين يدخن من يقوم برعايتهم، كانت النسب لديهم تفوق 5.4 الأطفال الذين يعيشون في منزل لا يدخن فيه من يقوم برعايتهم.
  • في المجمل، تم العثور على نسب كوتينين أعلى بـ 7.3 لدى الأطفال الذين يعيشون في منزل يدخن أحد أفراده، مقارنة بالأطفال الذين يعيشون في منزل نظيف من التدخين.

الشكل رقم 1: مناسيب الكوتينين لدى الأطفال الذين لا يدخنون والذين تتراوح أعمارهم ما بين 4-15 عاماً، بناء على حالة تدخين أولياء الأمور ومن يقدمون لهم الرعاية.

المصدر : Passive Smoking and Children, Royal College of Physicians, 2010

عمر الأطفال وحالتهم الاقتصادية والاجتماعية في المنزل تؤثر:

الأطفال الصغار معرضون أكثر للخطر: فالتعرض للتدخين السلبي لدى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم أربعة سنوات قد جعل مناسيب الكوتنينين لديهم أعلى بـ، 1.4 مرة مقارنة بالأطفال الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما.

البطالة: الأطفال الذين يكبرون في منزل يكون فيه رب العائلة عاطلاً عن العمل، معرضون أكثر للتدخين السلبي من الأطفال الذين يكبرون في منزل يعمل فيه رب العائلة.

المستوى الأكاديمي: الأطفال الذين لا يملك أهاليهم شهادات مهنية أو تعليماً ثانوياً، معرضون أكثر من أولئك الذين يملك أهاليهم تعليماً عالياً.

التدخين السلبي لدى الأطفال: هل الأمر فظيع إلى هذا الحد؟

حددت تقارير مهنية مختلفة وجود علاقة وثيقة بين التعرض للتدخين السلبي وبين ظهور الأمراض المختلفة لدى الأطفال. فمثلا، يعرض التدخين أثناء الحمل وبعد الولادة بصورة كبيرة صحة الأطفال للأخطار التالية:

  • يزيد من خطر الوفاة في المهد بنسبة 3 أضعاف.
  • يزيد بنسبة 2.5 تقريبا مخاطر إصابة الطفل بأمراض التهابات المسالك التنفسية السفلى، وخصوصاً التهاب الشعب الهوائية.
  • يضاعف خطر الإصابة بمرض الربو، خصوصاً في العامين الأولين من عمر الطفل.
  • يزيد بأكثر من ضعفين خطر الإصابة بالتهاب السحايا لدى الأطفال وأبناء الشبيبة حتى سن 18 عاماً.
  • يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، وخلل أداء الرئتين لدى الأطفال.

من المهم أن نتذكر بأن مسؤولية أولياء الأمور تبدأ فقط بإنجاب الطفل، لكنها تستمر أيضا أثناء تربيته، وهي تلزم الوالدين بالقيام بكل ما يلزم من أجل ضمان بيئة حياة صحية ومحمية للطفل تؤثر على صحته طيلة حياته.

إن طفلكن يدخّن تدخيناً سلبياً بصورة كافية في الأماكن العامة. وعليكن أن توفرن له مكاناً آمناً في منزلكن، على أقل تقدير. للاطلاع على معلومات إضافية حول خلق حيز منزلي نظيف من التدخين

بقلم: د. أوسنات كيدار، مديرة مجال تعزيز الصحة في مركز صحة قلب المرأة.

اترك تعليقاً

TOP