السُّمنة ليست قضاءً وقدرًا

صحيح أنّ هذا يثير امتعاضنا، لكن ما باليد حيلة: فنحن، كنساء، نميل لأن نعاني من السمنة أكثر من الرجال. والنتيجة: رفع نسبة خطر الإصابة بالكثير من الأمراض وبضمنها أمراض القلب. فما هي السمنة حقا؟ ولماذا هي خطيرة جدا علينا؟

 

افحصي حالتك

توجد مقاييس محددة للسمنة، وواحد منها هو “مقياس كتلة الجسم، أو، بالإنجليزية Body Mass Index- BMI .

كيف يتم احتساب الـ BMI؟ من خلال تقسيم وزننا (بالكيلو) على ارتفاعنا (بالأمتار) تربيع.

يمكن بحسب النتائج معرفة إذا ما كان جسمنا في النطاق المرغوب. وتتراوح القيم السليمة للـ BMI بين 18.5 و 24.99.

تعرّف قيم الـ BMI التي تتراوح ما بين 25 حتى 29.99 بوصفها “سمنة زائدة” أما قيم الـ BMI التي تبدأ من 30 فما فوق بوصفها “سمنة زائدة”.

هنالك مقياس آخر للسمنة، يتمثل في محيط الخصر. وتعرف السمنة “الوسطية” (سمنة البطن) بوصفها محيط الخصر فوق 88 سم لدى المرأة، وفوق الـ 102 سم لدى الرجل.

هنالك أيضا من يستخدمون احتساب النسبة بين محيط الخصر ومحيط الوركين كمقياس للسمنة، حيث تعدّ النسبة التي تزيد عن 0.8 إشارة للسمنة الوسطية.

 

لماذا يعد هذا الأمر شديد الخطورة؟

لماذا تعتبر “السمنة” حسب المؤشرات السابقة خطيرة؟

أكثر من 1.5 حتى 3، توجد علاقة وثيقة بين هذه المقاييس وبين ارتفاع ضغط الدم، والسكري غير المتعلق بالأنسولين، إلى جانب بروفيل الدهون السليم.

ثبت أيضا أن السمنة ترتبط بعدة مشاكل صحية إضافية كحصى المرارة، والتغيرات التنكسية في المفاصل، وكذلك في العمود الفقري، والقصور الوريدي، وانقطاع النفس أثناء النوم (وهو أيضا عامل خطر على القلب)، كما أن هنالك علاقة أيضا بين السمنة والإعاقة الوظيفية والاكتئاب.

 

ما الذي عليك فعله؟ عليك ألا تلومي نفسك

تنتشر السمنة المفرطة في أوساط النساء أكثر منها لدى الرجال، وعلاوة على ذلك فإن احتمالات إصابة النساء اللواتي يعانين من السمنة المفرطة من السكري وأمراض القلب أعلى منها لدى الرجال الذين يعانون من السمنة.

تميل النساء، بدلا من تركيز جهودها على حل المشكلة وعلى العوامل الخارجية إلى اتهام أنفسهن، وهذا ما من شأنه أن يؤدي إلى الغضب، والإحباط، والشعور بالشفقة تجاه الذات. لكننا إن نظرنا إلى الخارج سنكتشف أننا نعيش في بيئة تشجع السمنة:

خذوا على سبيل المثال السوبر ماركت، حيث ستجدون رفين من الخضروات والفواكه باهظة الثمن، مقارنة بعدد كبير من الرفوف المليئة بالأطعمة المليئة بالدهون بأسعار مخفضة. انظروا أيضا على حجم الوجبات في أي مطعم عادي، أو إلى مطاعم المأكولات السريعة الموجودة في كل زاوية وفيها امكانيات ضئيلة جدا لطلب طعام صحي. انظروا على الطعام المشبع بالدهون والسعرات الحرارية الذي يقدم لنا في غرف الطعام والكافتيريات في أماكن عملنا. إلى جانب ذلك، تعد حياتنا سباقا دائما بحثا عن القيل من وقت الفراغ، وهي حياة مليئة بالتوتر والكثير من الالتزامات إلى الحد الذي لا يتبقى لدينا فيه وقت لقضائه في تقطيع الخضروات وفي تخطيط قائمة طعامنا اليومية بحرص. وإلى جانب ذلك كله، فإن نظرة خاطفة على وسائل الإعلام المختلفة تكشفنا على نصائح غير ممكنة التحقق من أجل القيام بالحمية الغذائية، بحيث نقوم بتجويع أنفسنا طيلة اليوم، فنعود إلى منازلنا ونلتهم كل ما نجده أمامنا.

 

السر: التحكم والتوازن

يمكننا التحكم بالسمنة ، مثلها مثل معظم عوامل الخطر الأخرى. المهم هنا هو التعرف على العوامل الخارجية و تحقيق “التوازن”. يجب أن نفهم ما هو مناسب لنا وأن نتجاهل المغريات من حولنا.

يجب أن نجد توازنا في حياتنا يسمح لنا بالمشاركة والاستمتاع بالنشاط البدني والتغذية السليمة. لن يحدث هذا التغيير بين عشية وضحاها ، فالتغيير في الفهم والسلوك هو عملية تدريجية، كما أنه ليس في مصلحتنا أن نفقد وزننا بصورة شديدة السرعة.

يجب أن يتم التركيز على الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتنوع ، لا نظام غذائي “متطرف”. حتى لو أردنا إنقاص الوزن ، يجب أن نضع أهدافًا معقولة. إذا كان مؤشر كتلة جسمك يزيد عن 30 ، فلا تحاولي خفضه إلى 20. عليك أن تبدأي بالوصول إلى 29.9، وهكذا تكونين قد خفضت الخطر بشكل كبير بالفعل.

إذا كان مقياس الـ BMI الخاص بك يتراوح بين 25-30، فعليك أولا أن تهدفي إلى تحقيق 24.9 وهكذا تكونين قد حققت أمرا عظيما جدا في خفض المخاطر.

 

حركي جسمك

يقلل النشاط البدني من المخاطر مهما كان وزنك، وتشير الدراسات إلى أن النشاط البدني يمكن أن يكون ذا قيمة في الحفاظ على صحتنا حتى قبل مرحلة إنقاص الوزن. 

يبلغ إجمالي الوفيات الناجمة عن أمراض القلب التاجية أقل من النصف بين الأشخاص البدينين ذوي اللياقة البدنية المعتدلة وما فوق مقارنة بالأشخاص النحيفين الذين يعانون من ضعف اللياقة البدنية. لذلك، يجب علينا أن نبدأ بنشاط بدني معتدل ونزيد بمرور الوقت شدته ووتيرته. إذا كنت تقومين بالأشياء بصورة أكبر وأسرع من اللازم، فقد تيأسين وتتوقفي عن المحاولة أصلا. ننصحك بأن تستوضحي مسبقا بشأن منسوب النشاط البدني الذي يُنصح به لأجلك.

 

الخطوة الأولى هي الخطوة الأصعب. هيا إذا، ابدأي بقياس الـ BMI الخاص بك.

 

type="number" step="any"

 

 

 

מניעת השמנה
TOP