عن حالات التوتّر، والقلب

התמודדות עם לחץ

تبدأين صباحك مع كوبين من القهوة. بدون القهوة لن يمكنك أن تبدأي النهار. بعد ذلك عليك أن تطلبي فني تصليح المكيّف، وأن تهيئي الأطفال للحضانة والمدرسة، وتحضير الساندويشات، وتبديل الحفاضات، وتوصيل الجميع إلى مدارسهم، والوصول إلى الوظيفة بدون تأخير لتبدئي الاجتماعات، والمجادلة مع المدير، والرد المهذب على زبون يستنزف أعصابكم منذ أسابيع، وتقديم المواد في موعدها في الـ Dead Line غير المعقول، وبالصدفة، بالصدفة فقط، تتذكرين أن اليوم هو يوم ميلاد زوجك، فهل يعقل ألا تفاجئيه بعزومة لطيفة على العشاء وحفل صغير يحتوي على 60 شخصا فقط؟

قراءة هذا وحده متعب. فماذا عن الغد؟ نعيد الكرّة، نفس المهام تقريباً. من حسن الحظ أن أعياد الميلاد تأتي مرة واحدة في السنة. والحقيقة هي أن هذا البرنامج كلّه ليس منهكاً فقط، بل إنه خطير جداً.

كشفت نتائج أبحاث صحة المرأة المنشورة في دورية Harvard Women’s Health Watch بأن هنالك علاقة واضحة بين الإجهاد في مكان العمل وبين مشاكل أداء القلب. ويو ضح البحث بأن فرص إصابة السيدات اللواتي يعملن في وظائف مرهقة بأمراض القلب، أعلى بنسبة 40% من فرص إصابة السيدات اللواتي يعملن في مكان عمل أكثر هدوءاً.

لديّ أمور أخرى تشغلني..

من ناحية تطور الجسم البشري، فإن هذا الجسم قد أنشأ طريقة استجابة للمواقف الخطيرة التي قد تتهدد حياة الإنسان بما يطلق عليه اسم “قاتل أو اهرب” (أو بالإنجليزية: Fight or Flight).

يقوم الدماغ في حالات التوتر بإفراز مواد كيميائية تسرع من معدل ضربات القلب ومعدل التنفس، وتزيد من كمية الطاقة التي تصل إلى العضلات. لكن الجسم، لسوء الحظ، لا يعرف كيفية التمييز بين التوتر الذي سببه خطر على الحياة، والتوتر الناجم عن عوامل أخرى كالمخاوف الاقتصادية، وضغط العمل، وغيرها. وهكذا، فإن الجسم يعاني حينما يتم تفعيل استجابة “قاتل أو اهرب” بصورة مستمرة ومنتظمة.

كيف يمكن إذا للتوتر في العمل أن يضر بصحة القلب؟

هنالك طريقتان لذلك، الأولى مباشرة، حيث يمكن للتوتر أن يتسبب بالتهاب في الشرايين التاجية، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تكوين الجلطات الدموية. أما الطريقة غير المباشرة، فهي تتمثل في التوتر اليومي الذي من شأنه أن يحول دون الحفاظ على العادات الحميدة والصحية من ناحية القلب، كالنشاط البدني، الطعام الصحي، الامتناع عن التدخين، والحصول على قسط كاف من النوم.

وهكذا، فإن تعدد المهام الملقاة على كاهل المرأة في العصر الحديث، من جهة، وما يترافق مع ذلك من نقص الموارد الجسدية والنفسية الكافية لأداء كل هذه المهام، من جهة أخرى، تنتج عنه أضرار صحية كبيرة.

لدي خيال يساعدني في النسيان بعض المرات…

في بعض الأحيان لا يمكن تلافي القيام بالمهام المتعددة، ولذا ننصح بمحاولة تخفيف حالات التوتر داخل إطار الحياة اليومي، من أجل حماية القلب من الأضرار المتوقعة. كيف يمكن فعل ذلك؟ إليكنّ كمشة من النصائح:

  • يوصى بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.
  • من المفيد محاولة تنمية العلاقات التي توفر الدعم المتبادل (من أجل صحة القلب، ومن أجل سعادتنا أيضا).
  • يوصى بشدة بدمج النشاط البدني المنتظم في روتينك اليومي، مما يقوي القلب ويقلل من مستوى التوتر والشعور بالاكتئاب ويحسن نوعية النوم.
  • أوقفي أحيانا تدفق الروتين اليومي، واعثري على وقت لنفسك، وخططي مسبقاً للأهداف والغايات، هذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من التوتر.

وكما تقول أغنية إريك أينشتاين وشالوم حانوخ، بترجمة حرّة من أغنية “למה לי לקחת ללב”:

“خذ وقتك

وعندها يمكنك، بكل بساطة، أن تبدأ بالركض من خط البداية”

اترك تعليقاً

TOP